القصيم -عقلة الصقور- مركز إمباري
تخيّل لو أن زكاتك كانت سببًا في حياةٍ كريمةٍ ليَتيمٍ فقد السند والمعيل... كل يوم، هناك أيتام يستيقظون دون من يمدّ لهم يد العون، بينما بين أيدي المسلمين أموالٌ تجب فيها الزكاة.
في هذا المقال، ستتعرّف على أحكام وشروط دفع زكاة المال للأيتام بطريقةٍ صحيحةٍ وموافقةٍ للشريعة، لتنال الأجر الكامل بإذن الله، ولتُساهم في منح الأيتام حياةً تليق بكرامتهم الإنسانية. كما ستتعرف على أهم الضوابط الفقهية والحالات التي يجوز فيها دفع الزكاة، وكيف يمكنك المشاركة عبر جمعية رفد للايتام
الأمر ليس معقداً كما يبدو للوهلة الأولى، دفع زكاة المال للأيتام يجوز في حالات محددة وواضحة، والفقهاء اتفقوا على معايير دقيقة تحكمها:
الأصل أن الزكاة لا تُدفع لمجرد كون الطفل يتيماً، وإنما تُعطى لمن كان منهم فقيراً أو مسكيناً لا يجد كفايته، لأن الله تعالى قال: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ...﴾ [التوبة: 60] ، لذا يجوز دفع الزكاة لليتيم إذا كان فقيراً فعلاً ولا معيل له، فتُصرف له أو لوليه الشرعي.
كما يجوز توكيل جمعية خيرية موثوقة في توزيع الزكاة بشرط أن تكون معترفاً بها رسميًّا وتلتزم بتوزيعها في مصارف الزكاة الشرعية فقط، وأن يُعلِم المتبرع الجمعية أن المبلغ زكاة مال وليس صدقة تطوع.
أما إذا كان المقصود دعم تعليم الأيتام أو رعايتهم العامة، فالأصل أن هذا من باب الصدقات والتبرعات لا الزكاة، إلا إذا كان اليتيم فقيراً محتاجاً ولم يجد نفقات التعليم الضرورية.
الشريعة لم تترك الأمر غامضاً، هناك حالات واضحة لا يجوز فيها دفع الزكاة للأيتام:
إذا كان اليتيم ليس فقيراً: مجرد كونه يتيماً لا يكفي. إذا كان يمتلك مالاً كافياً أو له معيل قادر، فلا يستحق الزكاة. الزكاة للمحتاجين فقط، وليست شفقة عامة للجميع.
إذا كان اليتيم ممن تلزمك نفقته شرعًا — كأيتام من أقاربك تعولهم أو من يعيشون في كنفك — فلا يجوز إعطاؤهم من الزكاة، لأنك مسؤول عنهم نفقةً، أما إذا كان اليتيم لا تجب عليك نفقته وكان فقيرًا محتاجًا، فحينها يجوز كفالته من الزكاة.
إذا كانت الأسرة في وضع مستقر: بعض الأيتام يعيشون في أسر لديها موارد أساسية كافية، وإن كانت متواضعة، هؤلاء ليسوا من أهل الزكاة، والأولوية تكون للأيتام الذين يعانون من الفقر الحقيقي.
كل ريال من زكاتك يمكن أن يكون طعامًا أو دواءً لطفلٍ فقد السند
اهتم الفقهاء بوضع شروط دقيقة تضمن صحة دفع زكاة المال للأيتام وتحقيق الهدف الشرعي منها، إليك الشروط الأساسية:
ليس الفقر مجرد شعور أو ظن، يجب أن يكون اليتيم فعلاً بلا مال يكفيه للمعيشة، أو بلا معيل يرعاه، هذا هو المقياس الدقيق الذي يجعله مستحقاً للزكاة.
زكاة المال للأيتام يجب أن تُعطى بطريقة يمتلكها اليتيم أو من ينوب عنه بحيث يمكنه التصرف بها.
يجب أن تتوفر الشروط المعروفة: بلوغ النصاب، ومرور الحول، وأن يكون المال ملكاً حقيقياً لك، وألا يكون محبوساً بيد أحد.
يجب أن يقبض المال من قبل الوكيل أو الولي نيابة عن اليتيم، القاصر لا تعتد الشريعة بقبضه المباشر، لكن قبض وليه يكون كافياً وصحيحاً.
هذا الشرط واضح جداً، إذا كان اليتيم ممن تجب عليك نفقته بالقانون أو بالعرف، فالزكاة له من مالك تدخل ضمن الإعالة الطبيعية، وليست من مصارف الزكاة.
عندما تقرر دفع زكاة المال للأيتام، أنت لا تتخلص من التزام شرعي فقط، أنت تُحدث تغييراً حقيقياً في حياة إنسان صغير قد فقد الكثير.
الله عز وجل قال في كتابه: "الزكاة إنما هي للفقراء والمساكين..." واليتيم الفقير يندرج ضمن هذا التصنيف مباشرة.
كفالة اليتيم أو الإنفاق عليه من الزكاة يُظهر له أنه ليس وحيداً في المجتمع. يُشعره بأن هناك من يهتم به، مما يعزز كرامته ويُقويّ رابطة الانتماء للمجتمع.
دفع الزكاة بنية صادقة يرفع مقامك الروحي عند الله، أنت تتذكر أن المال ليس ملكاً لك بالكامل، بل فيه حق للآخرين، هذا الوعي يغير نظرتك للحياة والمال.
بخلاف الصدقات العامة، دفع زكاة المال للأيتام له أثر مباشر وملموس: في السكن، في الطعام، في التعليم، في الرعاية الصحيةـ قد تكون زكاتك هي الفارق بين يتيم يكمل تعليمه أو يتركه، قد تكون السبب في أن يصبح هذا اليتيم إنساناً منتجاً يعطي للمجتمع بدلاً من أن يأخذ.
عندما يشعر اليتيم أن المجتمع يهتم به، ينمو لديه الشعور بالأمان والانتماء ـ هذا يحفزه على الاعتماد على نفسه واكتساب مهارات الحياة، أنت بزكاتك تغرس فيه بذور الأمل والكرامة.
بزكاتك تُعيد الأمل، وتضع صدقةً تنفعك في الدارين.
إذا كنت تريد ضمان وصول زكاتك إلى مستحقيها بشفافية وأمانة، فإن جمعية رفد تقدم لك حلاً متكاملاً وموثوقاً، إليك الخطوات المشاركة في جمعية رفد :
ابدأ رحلتك بزيارة الموقع الرسمي لجمعية رفد
انتقل إلى قسم "مشاريع تنتظر دعمكم" وستجد مشاريع متنوعة تختص برعاية وكفالة الأيتام. اختر مشروع "السنابل السبع لكفالة الأيتام" أو أي مشروع يلامس قلبك وتود أن تساهم فيه بزكاة مالك.
جمعية رفد تحترم نيتك وتقدم لك خيارات متعددة:
سهم عن نفسك
سهم عن نفسك ووالديك
سهم عن نفسك ووالديك وأسرتك
سهم بما تجود به نفسك
كل خيار يُفتح باباً جديداً من الخير، والأجر يُحتسب لك مضاعفاً عند الله.
الجمعية توفر لك وسائل دفع حديثة وآمنة تماماً:
بطاقات ائتمان: مدى، فيزا، ماستركارد
التحويل البنكي المباشر: من خلال حساب مصرف الراجحي (IBAN: SA0280000 291608010122917)
خيار التبرع السريع عبر الموقع دون تعقيدات
كل عملية مشفرة وآمنة، وتصل أموالك مباشرة إلى من يستحقها.
لا تؤجل القرار، أخرج زكاتك للأيتام مع جمعية رفد اليوم وابدأ رحلتك نحو إحداث فارق حقيقي.
الأسئلة الشائعة
نعم، يجوز إخراج زكاة المال للأيتام عن طريق الجمعيات الخيرية بشرطين أساسيين:
الشرط الأول: أن تكون الجمعية موثوقة وأمينة وقد اكتسبت سمعة طيبة في جمع وتوزيع الزكاة، جمعية رفد تتمتع بسجل متميز في هذا المجال.
الشرط الثاني: أن تكون نيتك واضحة عند الدفع. أنت تدفع هذا المال كزكاة، وليس كصدقة عامة، النية هي أساس العمل في الإسلام، وبدونها لا يكتمل الأجر.
مع توفر هذين الشرطين، تصرف الجمعية للزكاة يكون صحيحاً شرعياً وكاملاً.
رعاية الأيتام في ذاتها ليست مصرفاً من مصارف الزكاة، لكن اليتيم الفقير هو بالتأكيد من مصارف الزكاة، لماذا؟ لأنه يندرج تحت مصطلح "الفقراء والمساكين" الذي ذكره القرآن.
ونختمى بقول الله تعالى في كتابه الكريم:﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 110] ، تأمل هذا الاقتران البديع بين الصلاة والزكاة في آياتٍ كثيرة من القرآن الكريم، فهو تأكيدٌ على عِظم شأن الزكاة ومكانتها عند الله، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وطهرةٌ للمال والنفس، وسببٌ للبركة والرحمة.
قد لا ترى هذا الطفل أبداً، لكن الله يراه، قد لا تسمع شكره، لكن الله يسمع دعاءه لك، وفي يوم القيامة، حين تقف أمام الله، ستعرف أن زكاتك كانت نقطة تحول في حياة إنسان لم تعرفه بإذن الله.
اقرأ أيضا: أهم احتياجات الأيتام و كيفية توفيرها